إطلاق خيول برزيوالسكي في سهوب كازاخستان لإعادة دمج هذه السلالة في الطبيعة
إطلاق خيول برزيوالسكي في سهوب كازاخستان لإعادة دمج هذه السلالة في الطبيعة
بعدما كانت أرجلها مخدّرة لعشرين ساعة قضتها داخل حاوية، أُطلقت ثلاثة خيول برزيوالسكي في السهوب الكازاخستانية التي تعود أصول هذه السلالة المهددة بالانقراض إليها.
والخيول التي غادرت بالطائرة من براغ في 3 يونيو، هي مجموعة أولى من بين نحو أربعين حصاناً يُفترض إطلاقها في الطبيعة خلال السنوات الخمس المقبلة في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى والتي تتخطى مساحتها مساحة فرنسا بخمس مرات، في إطار مشروع لإعادة دمج هذه السلالة في الطبيعة يُنفَّذ بالتعاون مع حديقتي حيوانات براغ وبرلين.
وقال العضو في جمعية حماية التنوع البيولوجي في كازاخستان (ACBK) ألبرت سالمغاريف "كنّا ننتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة جداً، وقد أُنجز عمل كثير خلال الأشهر الأخيرة من أجل إحضار حصان برزيوالسكي إلى كازاخستان"، وفق وكالة فرانس برس.
وأضاف "نُدرك أنّ خيول برزيوالسكي تتكيف مع هذه السهوب"، فيما أُعيد خلال السنوات الأخيرة إدخال عشرات الخيول من هذه السلالة بنجاح إلى منغوليا المجاورة.
وهذا الحصان الذي يتميّز بجسم ممتلئ ورأس ضخم قادر على تحمل فصول الشتاء القاسية التي يشهدها وسط كازاخستان مع ملامسة الحرارة 30 درجة مئوية تحت الصفر، وفي ظل كمية محدودة من الأغذية.
وانضمّ إلى الأحصنة الثلاثة التي وصلت إلى كازاخستان هذا الأسبوع، وهي زورو وإيبسيلونكا وزيتا 2، أربعة أحصنة أخرى من برلين في اليوم التالي، وستكون كل هذه الحيوانات خاضعة لمراقبة في محمية "السهوب الذهبية" الطبيعية، قبل إطلاقها في البرية.
وقال سالمغاريف "سنراقب صحّتها خلال هذه السنة ونرى كيفية تأقلمها مع الوضع".
رحلة خطرة
هذه الرحلة التي تمتد لمسافة 5 آلاف كيلومتر تقريباً إلى وسط السهوب، على بعد نحو 600 كيلومتر من العاصمة أستانا، وأُجريت بالطائرة العسكرية إلى أركاليك أولاً ثم عبر شاحنات على طرق وعرة، لا تخلو من المخاطر على الحيوانات.
وعلى الرغم من مراقبة مستمرة من اختصاصيين للخيول، جلس أحد الحيوانات التي غادرت براغ في حاويته قبل إقلاع الطائرة، مما عرّضه لخطر توقف الدورة الدموية في رجليه.
وقال مدير حديقة حيوانات براغ ميروسلاف بوبيك، عند وصوله إلى كازاخستان "لم نرغب في تعريض حياته للخطر، وبما أنّ الرحلة خطرة عليه قررنا تركه في براغ".
وخيول برزيوالسكي مدرجة على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التي وضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
واكتُشفت هذه السلالة في نهاية القرن التاسع عشر في منغوليا من قبل الروسي نيكولاي برزيوالسكي، ثم اختفت من الطبيعة البرية في أواخر ستينيات القرن العشرين وشارفت الانقراض، لأسباب عدة أبرزها الصيد.
ولم ينقرض هذا النوع بفضل أعداد قليلة في حدائق الحيوانات الأوروبية، ويبلغ عدد خيول برزوالسكي في العالم راهناً نحو ألفي حصان، وقد أعيد إطلاقها في البرية تحديداً في الصين ومنغوليا، ولكن أيضا في جنوب فرنسا وروسيا ومنطقة تشيرنوبيل المحظورة.
وفي هذه المنطقة الممتدة بين أوكرانيا وبيلاروس والتي أُعلن أنها غير صالحة للحياة البشرية بعد الكارثة النووية التي وقعت في إبريل 1986، ازدادت أعداد خيول برزيوالسكي، إذ تجاوزت 210 أحصنة في العام 2021، مقارنة بنحو 30 أُطلق في الطبيعة عام 1998.
وليس حصان برزيوالسكي النوع الوحيد المهدد بالانقراض في كازاخستان، والذي يتطلب مراقبة خاصة.
فقد شهدت ظباء سايغا التي كانت في مرحلة معيّنة على وشك الانقراض، زيادة في أعدادها بعد ما نفّذت السلطات الكازاخستانية سياسة حمائية بالتعاون مع جمعية الحفاظ على التنوع البيولوجي في كازاخستان.